مسلسل رائع و مظحك ولكن لا يلعب فيه دور البطوله الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا. أبطال هذا المسلسل هم العديد من التجار والباعه والسماسره في أسواقنا المختلفة كسوق الأسهم و سوق العقار وغيرها من الأسواق. أخص هذه المدونه لسوقنا العقاري الذي احتار فيه المحللون أن يجدو تفسيراً لما يقال عنه. فعلى عكس جميع الأسواق نرى في سوقنا العقاري أو ما يقال فيه على أقل تقدير نظريات اقتصادية جديدة قد تفوز بجائزة نوبل قريباً.
يقول أحد اخواننا العقاريين الكبار أن السوق استعاد عافيته و أن الأسعار ترتفع والأهم من كل هذا أن الطلب أكثر من العرض. أستغرب عندما أقرأ هذه التصريحات و أشك أنني أقرأ صحيفة أخرى في بلد آخر و قبل عدة سنوات. شكي لم يكن في محله فالتصريح لم يمر عليه الكثير. والغريب أننا نرى بعض هذه التصريحات تجد الدعم من بعض الاقتصاديين وحتى موظفين حكوميين وللأسف لا أرى أي مستفيد من هذه التصريحات البعيدة عن الواقع. يتصدر دور البطوله السماسره الذين يفتقدون للاحترافيه في العمل و يحترفون مهنة النصب. فمن الممكن أن تجد لوحدة سكنية واحدة أكثر من سعر و أكثر من شرط و هذا للأسف يفقد مصداقية السوق بشكل أكثر. يقوم بعض السماسره بنشر هذه الاسعار المرتفعة على شبكة الانترنت واذا كنت مستثمراً أجنبياً، فربما أفكر ألف مرة قبل الاستثمار في أي قطاع عندم يقوم فريق البحث بالحصول على أرقام خياليه قد أضطر بسببها أن أنظر الى أسواق أخرى توفر لي البيئة المناسبة للاستثمار. والأسوأ من هذا بكثير سياسة لوي الذراع التي تقوم به بعض المؤسسات برفع رسوم الخدمة دون سابق انذار و بدون مبرر و في خلاف العقد المبرم أو فرض رسوم جديدة من كل حدب و صوب مما يضع المستثمر أو المستأجر في زاوية ضيقة وبدون حلول ويفقد السوق مصداقيته. يا ريت نرجع لأيام زمان عندما كانت كلمة التاجار أهم من العقود وكان الجميع يحترم التزاماته بدون أن تكتب على الورق. أما اليوم فحتى العقود مالها قيمة.
و هنا أقول لاخواننا تجار العقار، أول الخسرين هم أنتم و للأسف يبدو أن الكثير منهم يعيش في الماضي. قبل بضعة سنوات كنا نسمع أن الطلب أكثر من العرض و مع أن عيوننا كانت ترى غير ذلك، الا أن وضع السوق كان يسمح لأسعار ولا في الخيال و المتضرر في نظر الجميع كان المستهلك المسكين و لذلك لا بأس أن يكون السوق عرض و طلب و بدون أية ظوابط. للأسف المتضرر الوحيد لم يكن المستهلك فقط بل السوق بأكمله و هذا ما لم يراه أحد. لا أرى أي سبب في التصريحات التي تقول أن الأسعار في ارتفاع وعلى كل الأحوال، ارتفاع الأسعار ليس المؤشر الوحيد الذي يقاس فيه انتعاش السوق . أسعار اليوم تكاد أن تكون واقعية وان كانت لاتزال مرتفعه و من المتوقع أن تستمر في الهبوط الى مستويات نتمنى أن تكون واقعية.
لا تفهموني غلط. اقتصادنا و الحمدلله بخير و نعمة و لكن مايزعجني هذه المعلومات الخاطئة عن السوق التي لا تفيد أي شخص. فهي تعطي الصورة الخاطئة لصناع القرار و لا تساهم في عملية التخطيط بعيد المدى. و إن كانت هناك مشاكل فلن نستطيع ايجاد حلول لها لأن المعلومات التي بين يدينا غير دقيقة. و ما يزعجني أكثر من هذا أن السوق يفقد مصداقيته مما يؤثر على الجميع و ليس على قطاع العقار وحده.
بارك الله فيك علي هذا المقال و نتمني للمسؤولين في القطاع العقاري ان يتعلموا الدرس من الماضي و لا يعيشون في الحلم و معرفة التجارة والاقتصاد وأن نتعلم من الاخطاء ولا نستمر بها. الدول تقدمت بشفافية المعلومات و المصداقية التي نحن تعلمناها من زعمئانا وقاداتنا و أبائنا و أجدادنا و مازلنا الى اليوم. كل ما تعلمنا منهم لم نجد في أرقى الجامعات لأن المصداقية في الحياة و التجاره كان شعارهم وان دولة االامارات بخير و الحمدلله بسياستها الحكمية و المدروسة و على المسؤولين أن يتحملوا مسؤولية تصريحاتهم لان بهذه التصريحات من بعض المسؤلين لا يخدم اقتصادنا بل يضراقتصادنا. يجب على التجار والمسؤولين أن يصرحوا بياناتهم للمستثمرين بشكل شفافية ليس فقط للمستثمرين الاجانب بل حتى للمستثمرين داخل الدولة وتقوية الاقتصاد مسؤولية الجميع القطاع الخاص والعام. على هذه المسؤولسن الذين يصرحون بهذه التصريحات الغير مسؤوله، ننصحهم لله ان يذهبوا الى سوق المرشد في دبي ليتعلموا الاقتصاد و التجاره الذي لم يتعلموها في ارقى الجامعات
a a a… ai6’a!!!