توطين الاعلام…شو رايكم

يعتبر الإعلام الواجهة الرئيسية لأي بلد  فمن خلال الاعلام نتعرف على عادات البلد و تقاليده و عن أهله  و غيرها من الأخبار والمعلومات المفيده. و مع انتهاء منتدى الإعلام العربي في دبي و الذي اختتمت فعالياته بكل نجاح، أود أن أتطرق إلى موضوع دائماً ما يشغلني و هو توطين الاعلام. لمذا لا يكون الاعلام و على أقل تقدير في المؤسسات الحكومية اماراتياً  مائه بالمائه. ففي أغلب الدول، يكون جميع من يعمل في قطاع الإعلام من البلد نفسها والأمثلة كثيرة. ففي سلطنة عمان القانون ينص على أن يكون كل من يعمل في الأجهزه الاعلامية من مواطني سلطنة عمان بما فيه الوظائف الفنية. و في مصر، كل من يعمل في الاعلام مصري وكذلك هو الحال في اليابان و الولايات المتحدة. و أنا أعلم أن كل دولة تختلف عن الاخرى لكن القطاع الاعلامي يعتبر قطاعاً مهماً و حساساً.  و أنا لا أقول بأن علينا التخلي عن جميع الاخوة الذين يعملون معنا في قطاع الاعلام و الذين تعلموا على عاداتنا و تقاليدنا كما حصل قبل عدة أعوام في تلفزيون دبي  تحت شعار “التجديد” بل أن تكون هناك مرحلة انتقالية. للاسف اليوم عندما نشاهد تلفزيون دبي فان الكثير من البرامج الذي تبث عليه لا تمت بصله بعاداتنا و تقاليدنا بل إن بعض البرامج تخدش الحياء و كأن معايير الرقابة تغيرت مع تغيير الكادر الذي كان يعمل  سابقاً. للأسف هذا هو الحال في جميع قنواتنا و الكثير من القنوات العربية. و ما يزعجني أكثر هو جعل بعض المقدمين التحدث باللهجه الاماراتية لجعل البرنامج أقرب للاماراتيين، وهذا بالفعل مخجل. أما الصحافة باللغة الانجليزية فحدث ولا حرج. فهي تكاد لا  تمت بصله بنا أو بمجتمعنا بل تكون أجنبية بشكلٍ خالص و حتى أنها في بعض الاحيان تتتهجم على عاداتنا و على بعض رموزنا. والاخبار باللغه الانكليزيه فهي تتركز على دول أخرى فعلى سبيل المثال عندما فاز منتخبنا للشباب ببطولة آسيا كانت التغطية الرئيسية لمباريات الكريكت والرجبي وبالكاد ربع خبر عن انجاز شباب الامارات.    فلماذا نتسائل في بعض الاحيان أن الاجانب لا يفهمون عاداتنا و تقاليدنا ولا يحترمونها.

وللاسف الشديد يأتي الكثير بأعذار من فراغ والعذر الذي أراه أقبح من الذنب هو عدم توفر الكوادر الشابه المواطنة في قطاع الاعلام و هذا غير صحيح. كل سنه المئات من الطلبة يتخرجون من كليات الاعلام و المؤسسات التعليمية المختلفة و بمهارات مختلفة سوءً كانت في الكتابة أو التصميم أو التصوير و غيرها. 

و أقول هذا الكلام نظراً لاحتكاكي بالكثير من الطلبه و المواهب الشابة و دائماً ما يبهرونني بأعمالهم و باللغتين العربيه والإنجليز يه و حتى في المجالات الفنية و التقنية. بدأ الكثير منهم  استغلال موهبتهم وبادروا بمشاريعهم الخاصة  من خلال الكتابة والتصوير والتصميم والإخراج دون الانتظار لمؤسساتنا الاعلاميه التي لا تعطيهم الفرصة و تعطيها للغريب. وكونها في يد الغريب فالكثير من المحتوى الاعلامي المرئي او المكتوب او المقروء لا يمت لنا بصله بل و يحمل أفكار هدامه و برامج لا تفيد المجتمع ولا تنقل الصوره الحقيقيه لنا كإماراتيين.

و على سبيل المثال قرأت في احدى صحفنا المحلية عن عدم وجود صحافيين قياديين شباب جدد من المواطنين ولذلك عندنا أزمه. يا ترى أين المشكله هل هي في عدم وجود شباب يكتبون في المجال الرياضي أم هو نقص و عدم اهتمام من القياديين الحاليين أم خوف على المناصب أم هو كسل أم هو مجرد عدم البحث عن حلول. القائد الحقيقي هو من يجد الحلول لا الأعذار. من السهل من إخواننا المسؤولين ان يقوموا بصقل هذه المواهب من خلال الجامعات التي تملك العديد من المواهب من الطلاب و تجهيزهم لسوق العمل . المجال الرياضي هو اكثر مجال ستحصل فيه على مواهب و يكفي المنتديات الرياضية المنتشرة، لكن للأسف صحافتنا تعيش في الماضي ولا توفر الفرص و البيئه المناسبة للشباب.

ونظراً لأهميه الاعلام و كونه اهم الأجهزة و اكثرها حساسيه فلماذا لا يكون كل من يعمل في الاعلام من ابناء الوطن خصوصاً وأن الكوادر الاعلاميه الوطنيه موجوده و تنتظر الفرصه