كل سنه يطل علينا فيه شهر رمضان الكريم و الحال هي نفس الحال. يبتدي الشهر الكريم بتبادل التهنئه عبر الرسائل النصيه و عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أما بعد التهنئه و عن طريق نفس الوسائل تنهال علينا النصائح الدينيه و الاجتماعيه و الصحيه و غيرها. فكلما قرأت رساله زاد الفرح في القلوب وانتشرت الابتسامات. فعلا انه مجتمع متحضر متفائل و مثالي. الكل يتحدث عن المثاليه و يوزع النصائح و ما أجملها من نصائح. فمن لا يريد أن يفكر بهذا الاسلوب الايجابي و الجميل والمليئ بالالتزام الديني. و مع صباح أول أيام الشهر الكريم و الابتسامه لاتزال على وجه الجميع الى أن تبدأ بقيادة سيارتك متجهاً إلى عملك. و في مجرد ثواني تتغير هذه الابتسامه الى وجه عبوس. فالمثاليه التي عشتها تركت في صفحات تويتر و أصبح الشارع كميدان المعركه. فالكل صايم و لذلك علينا ان نخالف كل قواعد المرور. “يا أخي أنا صايم، و تعبان و متأخر على الدوام”. أما مع وصولك للدوام فكأن شهر رمضان فرض علينا عدم العمل. لان كل الناس صائمين، والصيام في هذه الحاله يمتد الى الصيام عن العمل. هكذا هي المجتمعات المثاليه على صفحات التواصل الاجتماعي . أما رحلة العوده الى البيت فهي كمغامرة الصباح ولكن أشد شراسة. فالكل مستعجل يريد أن يعود الى بيته ليستغل الوقت في العباده في هذا الشهر الكريم. و اذا تأخرت في العمل و حبيت ترجع قبل صلاة المغرب، فتأكد ان سيارتك مجهزه للسباق، فسباق الفورملا انتقل الى الشوارع العامه .
ربما من الافضل علينا ان نتوقف عن العمل خلال شهر رمضان، فللأسف الشديد أصبح هذا الشهر شهرا للكسل و العصبيه و غيرها من “اللا” مثاليه. “اذا عندك شغل بتخلصه فتعال بعد العيد”..هكذا نستقبل شهر رمضان قبل قدومه فما بالك ان رمضان السنه يصادف فصل الصيف الحار. يعني لا للانتاجيه لمدة ثلاثة شهور على الاقل بما فيهم شهر رمضان. و كل هذا يحدث و نحن لا نزال نتذكر آلام الأزمه الاقتصاديه السابقه و العالم يستعد لازمه ماليه أخرى تدق على الأبواب. وبناءً على هذا كله فأنا أقترح أن نعطي مجتمعنا المثالي إجازة في شهر رمضان لاعطاء الجميع الفرصة الكاملة “للسهر” …في العباده طبعا. فهكذا لا زعل في الدوام، ولا على الشوارع و تضل المثاليه التي نتحدث عنها…قول و فعل .
و كل رمضان والحال هي نفس الحال
رمضان كريم