تحتفل اماراتي الحبيبة هذه الأيام بعيدها الحادي و الأربعين أدام الله عليها نعمة الاتحاد ونعمة الأمن و أبعد عنها الشرور و الفتن . خلال هذه الاحتفالت أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله حملة “عملي يعلي علمي” . اعجبتني كثيراً هذه الحملة التي نحن أحوج إليها اليوم من أي يوم مضى. عندما ننظر إلى تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة فنحن نرى الكثير من العمل الجاد و التضحيات التي قام بها آباؤنا و أجدادنا لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدم و حضارة و حياة كريمه لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
عندما تقابل رجلا مسناً في الإمارات و ترى ملامح وجهه و تصافحه فترى خشونة يده حينها تدرك كم ضحى آباؤنا و أجدادنا لنصل إلى ما وصلنا إليه. لطالما اسمع والدي يتحدث إلينا عن دولة الإمارات في الماضي و كيف كانت و إلى أين وصلت إليه اليوم . لطالما حدثنا جدي رحمه الله عن الحياة الصعبة التي كانو يعيشونها قي الماضي حيث لم تكن لديهم الإمكانيات الموجودة لدينا اليوم و لم تكن الظروف تخدمهم كما هو الحال في يومنا هذا فكانوا يسافرون إلى شرق البلاد و غربها و يتغربون عن الأوطان من أجل تأمين لقمة العيش . و مع قيام الاتحاد بدأت الأمور تتحسن شيئاً فشيئاً في ضل قيادة بذلت الغالي و النفيس في توفير الحياة الكريمه لشعبها و بناء دولة قوية تفرض احترامها على كل الدول و تكون ضمن أكثر دول العالم تقدماً في زمنٍ قياسي . اليوم، أصبح كل ما يتمناه القلب و تتمناه العين في متناول يدنا و أمام عتبة أبوابنا. نعيش اليوم حياةً سهله مقارنةً بأجدادنا فكل الامكانيات متوفره لنا و كل الظروف تخدمنا. لن نستطيع المحافظة على هذه الإنجازات و على ما قدمه لنا هذا الاتحاد إلا بالعمل الجاد والمخلص لخدمة و رفعة وطننا الغالي . أرى أننا بأحوج وقت للعمل الجاد من أي وقت مضى ولكن و للأسف أرى البعض سواءً في المؤسسات العامه أو الخاصه لا يعمل بجدية ولا يحترم الفرص المتاحة له ويوماً بعد يوم يجرح هذا الوطن بالخمول و الكسل والامبالاة. و لا أزال أرى في هذه الأيام جيلا يضيع وقته في الكماليت و المظاهر الخداعة التي لا تدوم. وللأسف لا نزال نرى البعض يبدي المصلحة الخاصه على المصلحة العامة و على مصلحة الوطن. علينا جميعا أن نأخذ بأيديهم و نعيدهم إلى الطريق السليم حتى تستمر رحلة العطاء و نحافظ على كل إنجازات الاتحاد. لم يمر الكثير على الأزمة المالية العالمية التي لم تهز مؤسسات عالميه كبيرة فقط بل هزت دولاً و قادتها الى الافلاس. يجب على هذا الجيل أن يستوعب هذا الدرس القاسي ويعلم أن الظروف قدد تتغير في ضل هذا الاقتصاد العالمي المتشابك يعلم أن النجاح لن يستمر إلا لمن يتسلح بالعلم و العمل .
اللهم احفظ هذا البلد آمنا مطمئنا و أبعد عنه كل مكروه و أدم علينا نعمة الاتحاد